الحوار بين الشيخ العلامة الددو والدكتور عدنان ابراهيم

سبت, 07/09/2016 - 08:50

 

طالعت كغيري من المتابعين الدعوة إلى الحوار التي وجهها الدكتور عدنان

إبراهيم إلى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وتجاوب بعض العلماء

معها ومنهم الشيخ الددو كما نقل ذلك الدكتور العمري ولكني أرى أن هذا الحوار

ليست له جدوائية تذكر بل سيزيد تمزق الأمة وذلك للأسباب التالية:

1- اختلاف المرجعية التي ينبغي أن تكون مصدر التحكيم ففي الحين الذي

ينطلق فيه الشيخ الددو من القرآن والسنة والاجماع والقياس يعنى ما

درجت عليه الأمة عبر عصورها المختلفة ليحدد من خلالها رأي الاسلام

في كل القضايا الأصولية والفرعية ، فإن مرجعية الشيخ عدنان ابراهيم هي

مرجعية معاصرة تنطلق من القرآن الكريم والعقل جامعا شمل الاجتهادات

في الأصول والفروع التي جاء بها المعاصرون بدءا من الافغاني ومحمد

عبده ورشيد وابوزهرة وانتهاء بالمودودي ومحمد الغزالي والترابي

والغنوشي الذين يخضعون السنة النبوية للعقل وما انتجه العلوم الانسانية

ويترتب على هذا جمع هذه التجاوزات والاجتهادات ومناقشتها وهذا قد

يؤدي إلى جدل كبير بين هذه التيارات المختلفة التي تؤثر فيها العاطفة

2- الشيخ الددو داعية إلى الله تعالى معتدل في دعوته غير متطرف وله

اجتهادات معاصرة كان لها الأثر الكبير في تشكيل عقول الصحوة الإسلامية

المعاصرة كاجتهاداته المتعلقة بالديمقراطية وموقف الأسلام منها والموقف

من التطرف والإرهاب وهو يبحث عن التقارب أكثر من بحثه عن الخلاف

مع الآخرين ولو تمت المناظرة بينه وبين غيره في قدرته ومهارته علما

3- الشيخ عدنان إبراهيم له جوانب مشرقة ومن أبرزها ارجاع كثير من

الشباب الذين أنجروا وراء الإلحاد فاستطاع ارجاعهم بالحجة والبرهان

وهذا ما صرح به الشيخ سلمان العودة وغيره ومن استمع إلى محاضراته

محاضراته عن ( حياة الامام الغزالي والمراحل التي مر بها) يدرك قوة

المعاصرة ..

والتأثر بالشخصيات أكثر من خضوعها للحجة والبرهان.

ومنطقا وتأصيلا.

عن الرد على الملحدين (مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد ) وكذلك

الرجل وسعة باله في الحوار بين الأديان.

4- معظم القضايا التي تبناها عدنان إبراهيم هي مسائل فقهية قديمة وقع

الخلاف فيها بين الفقهاء.

وأنا ارى أن ماقام به الدكتور عدنان إبراهيم مع احترامنا له من تحد لعلماء لهم

باع طويل في العلم والاجتهاد فيه نوع من التهور والقفز على الأكابر في وقت

غير مناسب تعاني فيه الأمة من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي

ليست في حاجة إلى مشكلة فكرية تؤدي إلى زيادة التشرذم

حفظ الله الأمة ورزقها السير الصحيح إلى الله تعالى على طريق رسول الله صل الله

عليه وسلم.

المختار محمد عالي

الدوحة – قطر