قناة الوطنية : من أمن العقوبة أساء الأدب/السالك محمد موسي

خميس, 03/30/2017 - 20:32

تابعت هذا المساء  على قناة الوطنية حلقة معادة من برنامج (فضاء حر ) استضاف فيها أحد صحفيي القناة ثلاثة شبان يتزعمون مبادرة يسمونها (من أجل موريتانيا علمانية ) وقد كانت مداخلاتهم ضعيفة و سطحية تنتقد الالنزام بالدين بشكل عام وتدعو ضمنيا بتلميحات متعددة الى التحرر المطلق من كل أحكامه وتظهر انهم اما ضحايا دعاية علمانية خبيثة، أو مرتزقة يريدون لفت الانتباه اليهم من أجل كسب تعاطف الجهات المعادية للإسلام التي تتلقف عادة كل ناعق بالعلمانية معاد لتحكيم الشرع الاسلامي.
 أشفقت على حال هؤلاء الشباب وما هم عليه من سوء العقيدة و الزندقة .ولكن ما غاظني هو ضحالة مستوى الصحفي الذي عجز عن توجيه الاسئلة الواردة والبسيطة التي كان من شأنها ان تفحم الزنادقة الثلاثة وتجعلهم أمام خيارين :اما ان يسكتوا ويخرسوا جبنا.أو يجيبوا بحقيقية الموقف العلماني فيكون جوابهم ردة علنية وصريحة.

ومن هذه الأسئلة الفاضحة لحقيقة العلمانية :هل تدعون الى التخلي عن ما جاء في الدستور من اعتماد المرجعية الاسلامية التي يكون بموجبها التشريع الاسلامي (بمافيه من عقائد و عبادات ومعاملات وحدود وعقوبات و أخلاق)مبنيا على أحكام الشريعة الاسلامية ؟وبناء التشريع على القواعد التي يتفق عليها ممثلو الشعب دون اي التزام بأحكام الشريعة الإسلامية ؟
 فإن كان الجواب بنعم فهذه ردة صريحة.وان كان بلا فهذا نسف للعلمانية التي يدعون إليها (العلمانية في محصلتها النهائية هي حصرالدين في المعتقد والعبادات و اخراج أحكامه من باقي المجالات الاحتماعية والاقتصادية والجنائية و السياسية ) .وان كان السكوت ورفض الحواب فهذا جبن من قادة المبادرة واعتراف بالهزيمة ثم هو توقف في أمر معلوم من الدين بالضرورة ينبغي معاقبة فاعله بالتعزير لأنه في احسن أحواله جاهل متجرئ على احكام الشرع ومتصدر لتضليل العوام من أمثاله.
ان المتابع لطريقة إدارة الصحفي للحلقة يخرج بانطباع فحواه ان هذا الصحفي إما  جاهل بالعلمانية موضوع الحلقة و جاهل بأصول فن الحوار الفكري وما يقتضيه من تمثيل الطرف الغائب .وإما متواطئ مع الزنادقة الثلاثة التعساء، حيث لم يطرح عليهم اي سؤال ذي قيمة بل بدا مشايعا لهم ومرتضيا أقوالهم ، مما يشي بضعف معتقده.
 ومن هنا فإننا نهيب بالسلطات القضائية والأمنية ان تضبط هؤلاء الشبان و تحيلهم الى جهة علمية شرعية تبين لهم خطأ وخطورة العلمانية وتناقصها مع الإسلام حتى يتم حسم شرهم وضررهم. .كمانهيب بإدارة القناة التي سجل عليها الرأي العام سابقة غير جيدة في استضافة طرف واحد في مناقشة موضوع المسئي لنفسه ،نهيب بهذه الادارة أن تراجع طريقة ادارة البرامج الحوارية حتى لا تتحول الى معول لهدم عقيدة هذا الشعب المسلم وأخيرا نطالب السلطة العليا للصحافة والإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في حماية ثوابت المجتمع من هذا العبث الإعلامي السخيف.
 لا يعني هذا التنبيه اننا ندعو إلى عدم مناقشة القضايا الدينية و الفكرية في وسائل الاعلام ولكن لابد لمناقشة هذا النوع من القضايا الحساسة ان يكون على يد عارفين بهذه القضايا متمكنين من وسائل التوصيل يراعون خطورتها وحساسيتها.
 أما ان يترك المجال نهبا للهواة من صغار الزنادقة الباحثين عن التأشيرات الغربيةالبائعين عقائدهم بها و للهواة من مقدمي البرامج الحاهلين بالفكر الإسلامي ،فهذه فوضى إعلامية وخيمة العاقبة.