راتب خيالي لحلاق الرئيس

جمعة, 07/15/2016 - 08:58

كشف تقرير إعلامي عن أن حلاق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يتقاضى شهريا مرتبا يبلغ 9895 يورو.. 
التقرير نشرته أسبوعية "لو كانار آنشينيه" وتناقلته وكالات الأنباء يوم أمس، وأثار ردود فعل وانتقادات في فرنسا.. 
9895 يورو شهريا لحلاق..!! هذا المبلغ يساوي (3915154.65 ) أوقية بحسب أسعار البنك المركزي لهذا اليوم ، أي ما يعادل رواتب وزيرين وتسعة معلمين من خريجي 1996م (مع العلاوات).. ويعادل رواتب 26 أستاذا من قدامى المحاربين (على افتراض أن راتب الأستاذ يبلغ 150 ألف أوقية شهريا كما قرر ذلك الشباب المشاركون في لقاء الرئيس).. 
لكن الصحيفة اعتبرت أن حلاق الرئيس الفرنسي يستحق هذا المبلغ، كما ورد في الخبر، فهو "يصفف شعر هولاند كل صباح ومرة أخرى قبل كل ظهور علني وفي عطلة الأسبوع إذا لزم الأمر، كما أنه يرافق الرئيس خلال سفرياته التي يتخللها المبيت خارجيا ليلة واحدة على الأقل"... !! 
يبدو أن هولاند "مبذر كبير" ويهتم بمظهره أكثر من اللازم.. ولو أنه فكر بعقلية "التاجر" كما يفعل بعض الرؤساء في البحر الكاريبي والمحيط الهادي لكان اشترى "أرزوار بيك وصابونة من البار وامرايه من عين لبعير " ليحلق لحيته بنفسه، وإذا أراد تصفيف شعره ذهب إلى أقرب حلاق في جادة "الشانزلزيه " ودفع له 20 يورو ليحلق له ثم يعود أدراجه بدل دفع كل هذه الأموال لحلاق واحد شهريا.
نحن أيضا عندنا "حلاقون" يتقاضون رواتب أكثر من هذا بكثير، فـ "الحلاق الرئيس" يتقاضى سبعة ملايين أوقية كل شهر، مع أنه "ما يزكل شي افراصو" بل ينفق من ميزانية القصر الرئاسي.. وشركة صوملك ترهق المواطنين كل شهر بفواتير مضاعفة، مع أن الكهرباء "تحلقهم" يوميا وتسافر إلى دول الجوار.. أما "ابزازيل لغجل" النواب والشيوخ فيتقاضى كل منهم قرابة مليون أوقية شهريا من ميزانية الدولة، مع أن أغلبهم لا يحضرون الاجتماعات العامة، وإذا حضروا ناموا، وإن لم يناموا لا يستشارون ثم "يحلقون" المواطنين ولا يدافعون عنهم ولا يسعون في حل مشاكلهم... 
الصحيفة نقلت عن محامي الحلاق قوله: "الحلاق اضطر لقبول العمل مع الرئيس إلى إغلاق صالونه في باريس، كما أنه متاح للرئيس على مدار 24 ساعة في اليوم، كما لم يحل أحد محله مطلقا... لقد حرم من حضور ولادة أطفاله، ومتابعة أي عمليات أجريت لهم".
أخشى أننا ظلمنا الحلاق المسكين، فهو يقوم بمهام وظيفته على أكمل وجه ، ومحروم من رؤية أهله وذويه.. أما "حلاقتنا" فيعملون في كل مجال إلا مهام الوظيفة التي يعينون فيها! ..يتاجرون.. يعقدون الصفقات.. ويعالجون أزواجهم وأولادهم في الخارج على حساب الدولة .. لكنهم يبخلون على بلادهم بكل شيء، حتى أن أرواحهم لا تقبض إلا في أوروبا أو دول الجوار.. 
ليت لنا "حلاقين" يقومون بمهامهم كما يفعل حلاق الرئيس الفرنسي، وليتقاضوا بعد ذلك ما أرادوا من رواتب.. بلادنا تستنزف من الداخل والخارج ونحن عنها في غفلة ..

من صفحة المدون محمد فال محمد ‘أب