ولد معي قلم عريق وواجهة سياسية لها تاريخ.../ البراء محمدن

أحد, 10/29/2017 - 21:19

 

·

 

انتجعت أحياء العلم والصلاح من أولا أشفغ حيبللَّ الشمشويين وطنا والقلاقمة نسبا ما بين "اوليكات وتنييرة" جنوبا إلى حدود الساقية الحمراء شمالا،
قيل في اوليكات :
ما في الزمان الذي قد فات والآتي***كمثل حي لدى بئر الجريفات
حي به المجد ثاو لاتزعزعه *** شهب السنين ولاسود الليلات
وقال محمد ولد الصوفي اليعقوبي في تنييرة
وقفت على تنييرة أبكي باربع *** ودمعي كعقد اللؤلؤء المتهالك
فقلت اذي دارات قطانك الأولى *** عهدتهم اهل الفخار هنالك
إذا بلغ العشرين عاما غلامهم *** حوى المجد والعلياء غير مشارك
اذا عد ذو علم فهم خير عالم***وإن عد نساك فهم خير ناسك
وإن عد وصال فهم خير واصل***وإن عد فتاك فهم خير فاتك
فلاعيب فيهم غير أن عدوهم***تحالفه سمر الشقى والهوالك

لكن أسرة أهل معي ظلت على ذلك السنن حتى عهد قريب .
كونت أسرة أهل معي علاقات اجتماعية وعلمية كبيرة في المجال المذكور، فشاع صيتها وانتشر ذكرها في أصقاع الوطن المحب للعلم وأهله،
فكانوا أسرة علم وقضاء. هذا فضلا عن اختصاصها النحوي الذى عرفت به فكانت محجة طلاب العلم .
يقول محمد الخضر ولد احمد يعقوب الباركللي في شيخه معي :
قصدت تاجا من الأرض قصد معي * معي السلامة والله المعين معي
فابحث معي معي تهجيرا ومبتكرا * وفي الخميس وفي الأعياد والجمع
قصده محنض باب ولد اعبيد مرة لزيارته والتبرك منه حاملا معه استشكالا نحويا حول تخصيص الفاعل.. فوجد حلا سريعا لاستشكاله.
كما قصده الشيخ سيديا الكبير في ذلك المنكب البعيد اكويدس فوجد عنده مبتغاه من الفتوى.
وأرسل محمد بن عبد الودود الحاجي إلى معي يستفتيه حول إشكالية "الجيم" فأفتاه بكتاب سماه "رسالة الجيم".
وقد حصلت بينه وبين الشيخ ماء العينين مساجلات ومراسلات حول نوازل وقضايا فقهية متعددة بين فيها معي رأيه.
أقام معي أكاديمية علمية استمرت أربعين سنة عند موضع يسمى "اكويدس" بتجريت، وكان يقوم بكفالة تلامذته إضافة إلى الضعاف والأيتام.
يقول العلامة محمد ولد ابياه
هو الدفؤ ان جاء الشتاء لجاره *** وماء اذا هب المصيف له شبم
له الميم من مجد وعين من العلا ***وكل من الأمرين من عدمه انعدم..
من بين من تخرج من محظرته واشتهر :
- ابن عبدم الديماني
- محمد مولود ولد أحمد فال اليعقوبي
محمد ولد ابياه الحبلي
- عبد القادر ولد محمد سالم
- بلاهي ولد محمد سالم
-محمد الخضر ولد احمد يعقوب الباركللي
-الحسن ولد زين القناني
-محمذن اب ولد احميد اليعقوبي
-سيدي ولد دداه الحبلي
وجمع من العلويين من بينهم القاضي محمد عبد الرحمن ولد السالك المشهور ب "النح"
وكذلك خليفته وابنه الشيخ احمد بن معي.
كما جمع من أولاد امرابط مكة الابيريين منهم ابناء سيداحمد المحم الستة
وجمع من التندغيين مهم العلامة لكبيد ولد جَبّه.
كانت هذه الأسرة امتدادا تاريخيا واجتماعيا لمدرسة فقهية ونحوية عريقة تتصل حلقاتها بشيخ الشيوخ انجبنان وقبل ذلك بشيخه وعمه الفقيه حبيب الله وظل العطاء يتواصل فانجبت هذه الأسرة علماء وقضاة منهم القاضي محمد ولد ابياه قاضي امارة اترارزة.
وكانت أسرة آل معي محل عقد وفصل.
ومن بين أحفاد هذا الشيخ الجليل شخصية علمية تعيش اليوم بين ظهرانينا؛ ألا وهي الشيخ سيدي محمد ولد معي،
و إن كنا نختلف فإنا مهما تغايرنا معه في الخلفية السياسية تماهينا معه في أشياء أخرى أعمق كونه شخصية علمية قدمت الكثير لهذا الوطن.
ولد الشيخ سيدي محمد ولد معي يوم 06 /4/ 1967 بوادي الناقة، وبدت عليه علامات النبوغ مبكرا، فأصر والده على تعليمه بشكل مباشر، ونهل من معين أهله (أهل معي) ثم بعد ذلك التحق بابتدائية آوليگات، ودرس المرحلة الإعدادية بالمعهد السعودي، وبعد السنة الرابعة في المعهد ترشح حرا من ثانوية بتلميت حيث نجح متفوقا في نيل شهادة الباكلوريا.
والتحق بالجامعة ونجح في الكتابي رقم 1 وفي الشفهي رقمي 2 سنة 92 ليواصل دراسته ثم يعود بعد ذلك ليشارك في مسابقة أساتذة الفلسفة، وكان عدد المشاركين يومها يقارب خمسة آلاف وعدد المقاعد لا تتجاوز خمسة عشر مقعدا، فكان من بين الأوائل ليصبح أستاذا للفلسفة بالمدارس الثانوية.
تخرج أستاذا وهو في الثالثة والعشرين من العمر، ومن الطريف أن حارس ثانوية كيهيدي كان يمنعه من الدخول ظنا منه أنه أحد التلاميذ قبل أن يتعرف عليه لاحقا .
-يحمل شهادة الكفاءة في تدريس مادة الفلسفة
درّسَ أربع عشرة سنة إلا أن الطموح ظل يحدوه حتى حصل على:
- متريز في الآداب.
- متريز في الشريعة.
- دكتورا سلك ثالث من جامعة محمد الخامس ..
لديه تجربة إعلامية رائدة حيث ظل يكتب طيلة عقديين بكل جرأة في صحف مثل البيان والقلم ..الخ.
و لديه خمسة عشر تكوينا إعلاميا في كل من الصين ولبنان والجزائر وتونس...
بدأ يخوض غمار السياسة في سن مبكرة، وقد رافقه في بداية حياته السياسية ميل إلى القومية العربية، وخاصة التوجه الناصري، ولكن كل ذلك على استحياء.
كان طالبا نشطا في الجامعة، وكان أحد أهم قيادات إضراب 92 في الجامعة انسجاما مع موقف اتحاد القوى الديمقراطي الذي كان عضوا مؤسسا فيه، ثم تدرج في هذا الحزب من عضو في المجلس الوطني إلى نائب فدرالي اترارزة.
وعندما حل حزب اتحاد القوى عهد جديد رفض دخول التكتل وكان مؤيدا للحزب لكن من خارج أطره المنتظمة.
ساند ولد داداه في انتخابات 2007.
انخرط بشكل قوي في الانقلاب على ولد الشيخ عبد الله وكان وراء أول تظاهرة منظمة في ولاية اترارزة في آوليگات مساء 11 أغسطس 2008
عين في 15 سبتمبر 2008 مديرا مساعد للوكالة الموريتانية للأنباء.
عضو مؤسس في الاتحاد من اجل الجمهورية.
عرف الرجل بولائه للخط السياسي الحاكم ويقترف الحوار مع معارضيه ومجافيه ومعاتبيه خارج الأطر الرسمية.
رجل انطلق من خلفية مدارس ظهور العيس والحل والترحال، إلى طلاسم الفلسفة ومراكمة التجارب والخبرات والشهادات.
وينظر إليه اليوم في أوساط النخبة كاهم الواجهات الإعلامية للنظام لما يتمتع به من ثقافة وحصافة وبعد نظر.